· 

بين اختلاط الحابل بالنابل… والتدجين

يُضرب المثل الشعبي "اختلط الحابل بالنابل" عند اختلاط الأمور ببعضها ، فلا يعرف الإنسان وجهته ، ومن أمثال العرب في هذا السياق: "قد ثار حابلهم على نابلهم" أي أوقدوا الشر بينهم ويقال عن الحابل في الحرب انه الجندي الذي يصطاد بالحبال، والنابل هو الجندي الذي يصطاد بالنبال وعند اشتداد المعركة والتحام الجيوش لا يُعرف الحابل من النابل ولا يُعرف من يمسك الخيل ومن يرمي بالسهام وهنا تختلط الآراء وتتضارب.


‎ولعل من مساوئ مواقع التواصل الاجتماعي الكبيرة هو اختلاط الحابل بالنابل فيها ، وفيما انت تتحدث في موضوع بهدف تثقيفي محض يظهر لك "فنظلٌ" يعلق بسخافة والفنظل هو الغبي المتحذلق او الغبي الذي كان الغباء فيه صرفاً ، وليس هناك أسوء من ⁦‪اختلاط‬⁩ ⁦‪الحابل‬⁩ ⁦‪بالنابل‬⁩ وتحول بعض الاغبياء إلى فلاسفة ومفكرين وأدباء وعلماء وإعلاميين، مع انه من المفترض أن تكون هناك مواقع محصورة بأهل النخبة واصحاب الكفاءة حتى لا يدخل هؤلاء في جدل عقيم مع بعض الاغبياء الذين يظنون أنفسهم فطاحلة زمانهم 


‎ ‏⁧‫ومع مرور الوقت يحصل التدجين من خلال عملية نفسية مثل تحويل ديك إلى ديك لكن بأخلاقيات دجاجة لذا احذروا ايها الاصدقاء أن تدجّنوا ، واحذروا أن ينام أحدكم حرًّا، وأن يستفيق عبدًا وأن تسيّره مقالة أو ان تغير حياته فتوى وأحذروا أن تروا ⁦‪التدجين‬⁩ مع القطيع قربة والثبات على الوعي غربة ، إشارة ان ثقافة ⁦‪التدجين‬⁩ وغسيل الأدمغة متوارثة منذ القدم... لا تفصح عن برامجها حتى لا يحاسبها أحد ، تعتمد في كل مرة عنصر المفاجأة ضد خصومها حتى تجعلهم في حالة دفاع دائم وبمثل هذه العقلية سوف نشهد المزيد من الإنحلال والتفكك في المجتمع والدخول في الجاهلية الجديدة.  

نقولا ابو فيصل ✍️

Write a comment

Comments: 0