· 

بين عشق الاوطان وعشق الهجرة وطن غير مخصص للبيع

تصوير جو قسيس
تصوير جو قسيس


تقول احدى الاساطير الفلسطينية"أن الله خلق الإنسان من ترابين ، تراب المكان الذي ولد فيه وتراب المكان الذي سيموت فيه " وقد أعجبني هذا القول فالوطن هو الانسان ولكن على شكل تراب يرقد فيه تراثه وأحلامه وهو مخلوط بأنفاس "خلق الله" والأوطان تتعدّى الحدود والتراب فهي تعيش في داخلنا نحسّ بها وتقوم الثورات لاجلها ثم تهدأ وتدع بطش الزمن وراءها ، ورغم مرارة العيش في الوطن يأبى شعب لبنان أن يهاجر رغم الذل الذي يعيشه في وطنه ، وقد يكون لكل مهاجر ظروفه الخاصة وقدرته على الاحتمال ….وندعو له بالتوفيق


لم يُخلق الانسان من دولارات ليكون مُخلصاً لها فهو خُلق من تراب.. وتراب الوطن هو الذي يستحق الإخلاص ولا يمكن لأي مواطن أن يفاخر  بعشق الوطن، فيما يهجره مع اول طائرة مهاجرة ويبيع الارض ويطفر ، وما يلبث أن يصيح "تراب الوطن غالي"ويقضي معظم وقته في الغربة مستمعًا لاغاني فيروز !! مع بعض الاستثناءات ممن فرضت الهجرة عليهم واجبروا على ذلك والذين لا يزال لبنان يجري في عروقهم ويرددون "إذا نحنا إتفرقنا بيجمعنا حبك ، وحبة من ترابك بكنوز الدنيي وبحبك يا لبنان يا وطني" وهم صادقون بحب الوطن .


الاوطان تبنى بترابط أبنائها و احترامهم لبعضهم البعض وليس الطعن فيما بينهم ، فإن شقاء المواطن وراحة التاجر صارا دستورًا جديدًا أو نمط معيشة الفقراء في اوطانهم ، حيث نجد سلطة التجار اقوى من سلطة حاكم البلد ومن حوله من وزراء  ومحزن جدأ تحول الاوطان الى ملكيات للتجار والاحزاب لتقاسم الحصص فيما بينهم في مناطق نفوذهم وعقد الصفقات بالتراضي والابداع في العهر السياسي عبر شاشات التلفزة وتخوين الشرفاء في ظل غيبوبة تامة للدولة وتراجع هيبة القضاء الذي بات يشارك السلطة في افقار الشعب عبر استحواذه على خمسة مقاعد وزارية في الحكومة الاخيرة .

نقولا ابو فيصل ✍️

Write a comment

Comments: 0