· 

بين أغنياء طرابلس وفقرائها … والوزير المخمور


‎سألني صديقي يوماً ان أصف له مدينة  طرابلس اللبنانية وهي واحدة من اجمل المدن على الساحل اللبناني، حيث الاغنياء فيها يعيشون في القصور فيما الفقراء يدفنون في القبور ظلمًا ، ورحت أخبره عن اجمل وأفقر مدينة على حوض البحر المتوسط إذ يعيش اكثر من ٨٠٪؜ من سكانها دون خط الفقر فيما يعيش الى جانبهم في الاحياء المقابلة اكبر اغنياء الشرق الاوسط ربما ويرأس حكومة لبنان اليوم دولة الرئيس نجيب ميقاتي وهو من اكبر اغنيائها,  ولكن التكافل الاجتماعي يبدو أنه غير موجود في قاموس ما يسمى "دولة لبنانية" وقد يكون بحر طرابلس أحن على ابنائها من حكام لبنان ، وهذا ما حدث البارحة حيث ابتلع بحرها اكثر من اربعين جثة هاربة في قارب الموت الذي انطلق من مدينة الميناء ، وكما يقول فريدريك  نيتشه :"لم يترك الاغنياء للفقراء سوى الله "الذي نسأله الرحمة على شهداء قارب الموت الهاربين من الفقر


‎ومن معرفتي بأهل طرابلس الطيبيين بحكم عملي والزيارات المتكررة الى  المدينة من مطلع التسعينات حتى اليوم والتي عرفت هجرة كبيرة وخاصة الى استراليا، لاحظت هوة كبيرة في مستوى حياة اهل المدينة ؛ فالفقير فقير حتى العدم والغني غني حتى الفحش وربما صحت  الحكمة القائلة "ما اغتنى غنيّ إلّا بفقر فقير" ولا ادري اذا كان هذا القول ينطبق على أغنياء طرابلس حيث الفقراء"لا شيء" هم مجرّد ارقام فقط، هم ارقامٌ في سجلات النفوس ولوائح الشطب وسجلات الوفيات واحصائيات البطالة واحصائيات الهجرة أو المهاجرين  قسرًا 


‎أخيرا افهم ان الدستور اللبناني قد كفل الحرية الشخصية للمواطن اللبناني ، أما أن تكون وزيرًا في حكومة لبنانية أعلنت الحداد الرسمي على شهداء قارب الموت وتقوم ليلاً بإحتساء الخمر في ملاهي بيروت فيما فرق الانقاذ تبحث عن مفقودين في بحر طرابلس هم مواطنون لبنانيون من ابناء وطنك كفروا بالارض وحكامها وكفروا بكذبكم وكذب اسلافكم، فإن ذلك يبدو مستفزًا ولا طاقة لك على فعل شيء كي تضيء ظلمة بحر الموت مع اعتراضي على الطريقة التي تم التعامل بها مع معاليك من شباب يتحرك بعضهم على الروموت كونترول، اقبل مني اعتذاراً شخصيًا نيابة عن الاعلامية التي ارشدت الجاني للوصول اليك ، وهي نفسها التي ارشدت السلطات الامارتية لتعقب طبيب لبناني لا يزال قيد الاحتجاز هناك منذ .اسابيع 

✍️ ‎نقولا ابو فيصل

Write a comment

Comments: 0