· 

بين الموت المفاجئ … والموت على غفلة


قال لقمان لأبنه : "يا بني لا تؤخر التوبة فإن الموت قد يأتي بغتة!"' هو أمر  محزن لكنه واقع نعيشه ، فأنا لا ازال أشعر بالحزن لأنني تذوقت فراق أكثر من صديق منذ زمن الكورونا حتى اليوم  من الذين سرقهم الموت على غفلة ، كلُّ فقدٍ مرٌّ ، وكل صديق رحل من حياتي أخذ برفقته جزءاً من روحي لا يعود ، ولأن الالم عظيم رحت استقصي اسباب حدوث هذا ، فرجّح الاطباء اسباب الموت المفاجئ الى هبوط الدورة الدموية عند الانسان وحدوث الجلطات نتيجة مضاعفات عديدة تزايدت بعد وباء الكورونا ، ولكن كيف الوقاية من ذلك لمنع إنخفاض ضغط الدم والتقليل من خطر انسداد وتصلب  الشرايين والحد من خطر عدم انتظام نبضات القلب وتقليل فرص الإصابة بنوبة قلبية أو سكتة دماغية ؟


من الملاحظ ان وسائل الإعلام بدأت تسليط الضوء على ظاهرة طبية تسمى "متلازمة الموت المفاجئ للبالغين" حيث يموت الناس دون أي علامة على المرض أو ينهارون ببساطة أثناء النهار أو لايستيقظون في الصباح ، ومن الشائع حدوث الموت القلبي المفاجئ دون سابق إنذار ، إذ من الممكن أن تمر العلامات التحذيرية دون أن يلاحظها أحد عند حدوثها ، وتشمل هذه الأعراض الإغماء غير المبرر طبيًا أو ضيق التنفس أو ألم في الصدر ، وقديماً كانت متلازمة الموت المفاجئ خاضعة للخرافات والاعتقادات ، في تايلندا مثلاً كانت مرتبطة بتناول كعك الأرز على وجه الخصوص وهذا غريب ,  وفي الفليبين كانوا يعتقدون أن تناول كمية كبيرة من الكربوهيدرات قبل النوم قد يتسبب بما يعرف في لغتهم المحلية بـ " bangungot " والتي تعني الموت خلال النوم ، وقد بدأ العلماء بفهم هذه المتلازمة وتفسير أسبابها ويرجحون أسبابها لمشاكل في القلب .


وكما تلاحظون أصدقائي فقد شاع الموت المفاجئ من حولكم في كل اقطار العالم  ، لكن هل فكر احدنا كم الموت قريب منا ؟  وهل حان الوقت حتى نعيد النظر في حساباتنا ونقترب اكثر من الله ؟ وهل لنا ذنب في ذلك ؟  يقول الإمام علي بن ابي طالب :‬⁩ "لقد غفلنا عن الموت غفلة أقوام غير نازل بهم ، وركنا إلى الدنيا وشهواتها ركون أقوام قد أيقنوا بالمقام، وغفلنا عن المعاصي والذنوب غفلة أقوام لا يرجون حساباً  ولا يخافون عقاباً".

بحث نقولا أبو فيصل ✍️